06 Jul
06Jul

بقلوب يعتصرها الحزن، وعيون أغرقتها الدموع، فجعنا برحيل إبنًا بارًا من أبناء السودان، وصوتًا نقيًا من أصوات الحقيقة والإنسانية، ودعنا الصحفي والمتطوع (يوسف هندوسة)، الذي يرحل عن دنيانا في زمن الحرب، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الألم، ولكنه إختار أن يكون صوتًا للضعفاء، وملاذًا للمننين، كان (يوسف) صوتًا معتون بالإنسانية، وعدسة لا تغضّ. رأت عن وجع الناس، وقلبًا معًا بالرحمة، ولم تكن صحفية إلا، بل كان إنسانًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، جال في ربوع المنزل الجريح، ضغط على كتفه القلم والكاميرا وحقيبة المساعدات، كاتب بيده التقارير اليمينية عن المحتاجين والمقهورين، ويواسي بيديه المعتمد طفلاً فقد أهله أو أمًا فقدت بيتها، أورجالاً بحاجة للعلاج، كان (يوسف) شعلة لا تنطفئ، يعمل بصمت، يعطي بلا حدود، سابق الموت لينقذ حياة أو يوثق المأساة، حتى اغته الرحيل في لحظة كان فيها، يترك خلفه فراغا لا يملؤه أحد، وذكرى طيبة ستخالدة في قلوب كل من عرفوه، لقد كان (يوسف) مثالا للصحفي والمتطوع الإنسان الذي اختار أن يهب قلمه للحق، ووقته للخير، وجهده لكل منكسِر ومُحتاج، لم يكن مجرد صحفي يسرد الأحداث، بل كان صادقا على العصر المعاصر، شاهد الكاميرا في يد، وعلبة فيروس أو فطور في اليد، كان صوتا للحقيقة احتراق، عمل (يوسف) بلا كلل في أزقة الخرطوم المنكوب، وظله يطوف مع مبادرات شبابية، عصر الدفء للمشردين، وينقل آلام المنكوبين، حتى اختطفه الموت، اليوم، يلف الحزن وقلوب حزينة من الصحفيين والمتطوعين، الذين عرفوه عن قرب، شاركوا معه الخبز والميدان، والقصص التي تُروى على العجل، ولا يزال لا يزال في السودان، يصارع القهر، وآخر يذرف دمع في المنافي، على رفيق درب لم يُكمل المسير، علاقتي بالراحل الزميل(يوسف) كان قبل أكثر من عشر سنوات، وأتذكر دعوة دعوتي من قبل (يوسف) والزميل مروان الكنزي رد الله غربته الي قص شريط الإفتتاح للمعانقة المقاومة لمبادرة شارع هاي حيث تم تقديم الوالدة روية دربون بائعة الشاي معلمة بأم قسمة في لفة بارعة لمكانة المراة السودانية وبائعات الشاي، كنت إذا كتبت تقرير عن ذلك في مايو 2025 م، وحضرت أم قسم من ولاية جنوب كرفان لعلاج إبنتها التي عانت من الإصابة بالألم بالفشل، إلي اكتشافي جعفر إبنعوف أطفال حيث تخصص أم قسمة تمارض أطفالها لمدة عام كامل بالخرطوم، واللجوء أم قسم نهار أمام مستشفى وممرضة ابنتها ليلاً، ومساعدة الشباب شارع ينتهي أم قسمة بعض من المال ومطالبتها حال حاجتها للمال مرة أخري أو مساعدة الحديث مع الوقت كتي فهم (جاهزين) وبعد فترة من العلاج لبناتها التي أصبحت تأتي للغسيل متباعدة، وفي 2010م إلتحقت (قسمة) بالمرحلة الثانوية ومن ثم الالتحاق بجامعة الأحفاد كلية علم النفس.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.