أنور ود الحوش.. شيوعي نقي ومناضل حتى الرمق الأخير! كان يمشي على الأرض بخُطى الحالمين... فرحلاً سريعاً!

بقلوب يعتصرها الألم، وعيونٍ أغرقتها الدموع، ودعنا الطالب الراكز (أنور والحوش)، الذي ترجل عن صهوة الحياة بعد صراع مرريرٍ مع مرض العلم، مقاومة يقرره بنفسها الجسارة التي تحددها الخطاباته في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية، الدولة المدنية التي حلمها تعمل لها كما حزبه، كان الراحل (ود الحوش) من الذين وهبوا كاملة لقضية الإنسان، عرفه السجون والمات، كما عرفته الشوارع والمظاهرات والمنابر، لم يضعف، لم يسوم، ولم يتنازل عن راية الحزب الشيوعي منذ شبابه الأول، وسار بها متحدياً القمع، والإعتقال، والتعذيب، وعقوداً من الإقصاء، كان وجهه ماكرة خلف الزنازين، ورفيقه الدائم كان حلمه بوطن لا يظلم فيه أحد، أو كتاباً أو قصيدة لشاعر الشعب الراحل محجوب شريف أو للراحل محمد الحسن سالم حميد، مقاوم المرض كما قاوم الطغيان – بصبر المحارب الذي لا يخشى النهاية، وبقلب المؤمن بوطنٍ حرٍّ للجميع، رحل رفيقنا في صمت الحزن، لكنه ترك صوته في كل زاوية من شوارع الحزب، في أرشيف صور الاختيرات، في ذاكرة الرفاق، وفي جدران الزنازين التي صمتت معه، وودعناه إلى قليلواه الأخير كما ودعنا كثيرا من رفاق دربه، ونعاه الوطن الذي أحبه ولم يخذله في معركته الكبرى — معركته والتنوير من يحرس الحلم ؟

اقرأ المزيد