31 Aug
31Aug

حقوق الصورة: صور جيتي

شهد السودان في السنوات الأخيرة تحولات سياسية واجتماعية هامة عقب حرب 15 أبريل، مصحوبة بتحديات جسيمة في مجال حقوق الإنسان. ومع هذه التطورات، أصبح دور المدافعين عن حقوق الإنسان ركيزةً أساسيةً في حماية الحقوق والحريات الأساسية، وتعزيز مبادئ وقيم حقوق الإنسان. ويلعب المدافعون عن حقوق الإنسان دورًا مستقلًا وحيويًا في رصد الانتهاكات والقمع الذي تمارسه أطراف النزاع ضد المدنيين. ومع ذلك، يواجه المدافعون عن حقوق الإنسان خطرًا جسيمًا وظروفًا مأساوية، مع تقلص مساحات السلامة الشخصية، وصعوبة التنقل والعمل الآمن، والتعرض للتشويه والاعتقال والقتل والتشريد والمحاكمات الجائرة.

يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على وضع المدافعين عن حقوق الإنسان في السودان خلال النزاع المسلح المستمر منذ أبريل/نيسان 2023، مع التركيز على التهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها النشطاء والمتطوعون والعاملون في المجال الإنساني والصحي وحقوق الإنسان. ويستند التقرير إلى تقارير ميدانية وشهادات مباشرة من الضحايا والشهود، بالإضافة إلى معلومات رصدها فريق توثيق ملتزم بالسرية التامة لضمان سلامة المصادر.

شهدت عدة ولايات سودانية، منها الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض ودارفور، تزايدًا في الانتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، كالاعتقالات التعسفية والمضايقات والمراقبة والتهديدات وخطابات الكراهية والتشهير عبر وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى التعذيب والاختطاف والمحاكمات الجائرة التي تفتقر إلى الإجراءات القانونية الواجبة. وقد تزامن ذلك مع انهيار مؤسسات الدولة والأنظمة الأمنية والقضائية، وتصاعد خطاب الخيانة والترهيب في وسائل الإعلام، مما خلق بيئة معادية لحقوق الإنسان والعمل الإنساني.

تعكس هذه الانتهاكات سياسةً ممنهجةً تهدف إلى إسكات الأصوات المستقلة وتفكيك شبكات التضامن المجتمعي في مرحلةٍ حرجة من تاريخ السودان. لذا، يحثّ التقرير المنظمات الدولية والإقليمية على اتخاذ إجراءاتٍ فورية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، وإجراء تحقيقاتٍ مستقلة، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.